ياأجمممل من سكن قلبي عضو فضي
عدد المساهمات : 121 تاريخ التسجيل : 04/06/2009
| موضوع: الجزء الثاني من قيس وليلي الثلاثاء يوليو 27, 2010 4:24 pm | |
| فاقام معهن بياض ذلك اليوم الى أن أقبل المساء فبينما هم على ذلك إذ أقبل عليهن غلام شاب جميل الطلعة
مليح الوجه له عينان ساحرتان وفوق خده خال أسود وهو من حيهن يدعى منازل وكان يسوق غنما له فلما رأته
تلك النسوة وما هو فيه من الجمال انصرفن اليه وأقبلن بوجوههن عليه يقلن له كيف ظللت يا منازل وكانت
ليلى أيضا ممن انصرفن ,وتركن قيس فاغتاظ غيظا شديدا وقال لمنازل : هلّم نتصارع أو تتركهن؟ فنظر الفتى
لوجه قيس وعلم ما حل به من الغيظ فخجل واستحى ثم ترك النسوة ورحل. قال الراوي لما رأت ليلى قيسا
قام غاضبا علمت انه تكدّر من ذلك صاحت به واستدعته للمحادثة معها وكان قد داخلها الحب فقالت : هل لك
في محادثة من لا يصرفه عنك صارف ؟ قال: ومن لي بذلك؟
وتحدثا إلى ان افترقا وذهب كل منهم إلى بيته واشتعل قلب كل واحد منهما بحب الآخروالتهبت قلوبهم بنار
الغرام .وفي الصباح انتظرت قيسا لعله يمر عليها فبينما هي كذلك إذ أقبل قيس على ناقة حمراء وعليه حلة
فاخرة فسلم ودعته للنزول وأرادت أن تعلم إن كان يحبها فاشتغلت تتحدث مع غيره من الجواري والتهت بهن
فنظرت إلى قيس وقد امتقع لونه فأنشدت ليلى :
كلانا مظهر للناس بغضا... وكل عند صاحبه مكين تبلغنا العيون بما اردنا ...وفي القلبين ثم هوى دفين فطب نفسا وقر عينـــــا ...فإن هواك في قلبي معين
فعندما سمع قولها شهق شهقة شديدة وخر مغشيا عليه فلما أفاق أنشد :
أحبك حبا لو تحبين مثله ...أصابك من وجدي عليّ جنونٍ فيا نفس صبرا لاتكوني لجوجة... فما قد قضى الرحمن فهو يكون
فتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه ثم مكثا مجتمعين إلى المساء فانصرف كل إلى بيته.
قال الراوي: فبات قيس تلك الليلة كأطول ليلة في حياته وحتى إذا صبح الصباح ذهب إليها وعاد في المساء
فبات ليلته أطول من السابقة ولم ينم فانشد:
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا... لي الليل هزتني إليك المضاجع أقضي نهاري بالحديث وبالمنى... ويجمعني الهم بالليل جامع لقد ثبتت في القلب منك محبة ...كما ثبتت في الراحتين الأصابع
فكان يأتيها كل يوم وذات يوم جاء قوم من العشيرة يريدون أدما فأمر أبو ليلى ليلى أن تحضر السمن فاستبطأها
وعندما ذهب وجدها مع قيس يشكوان الغرام ولما سمع شعر قيس استعظم الأمر ولطم ليلى على خدها
وأدخلها الدار وطرد قيسا ومنعها الزيارة في الليل والنهار خوفا من الفضيحة والعار.
قال : وقد تسامع أهل الحيّ بعشق قيس لليلى ومنع ابوها قيس من زيارتهم وقال له الناس ليس لك ان تدخل
بيت ليلى بعد هذا فلما سمع قولهم بكى وقال: إن الذي بي ليس بهين فأقلوا من كلامكم فإني لست بسامع
ولا مطيع فوصل كلامه لوالد ليلى وشكاه إلى الخليفة عبدالملك بن مروان فكتب عبدالملك إلى عامله بإهدار دم
قيس إن هو زار ليلى وتحسر قيس وقال:
فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها ...مقالة واش أو وعيد أميري فلن يمنعوا عيني من دائم البكا ...ولم يذهبوا ما قد أجن ضميري
فلما يئس قيس من زيارة ليلى خرج هائما في القفار حتى أشرف على الهلاك فلحقه أهله فدعوه فلم يستجب
لهم وعندما علمت ليلى بحاله أشفقت عليه وأمرت جاريتها أن تذهب لقيس وتواسيه وترثي حال ليلى إليه .
فضعف جسمه وقيل أن قيس بن ذريح مجنون لبنى سمع به وأراد لقائه فلما رآه عرفه وسلم عليه فلم يرد
فقام إليه فحضنه وتباكيا ساعة من الزمن على ماحلّ بهما من العشق. | |
|